* عندما يكون عندنـا أغنيـة تقــول "عاوزينها تبقى خضرا، الأرض إللى فى الصحــرا" ، وأخــرى تقــول "قولـوا معايـا يا أهــل الحي ، ياصحرا لمهندس جي ، يرويكى بعيـون المي" ، وتجد الصحراء كما هى صحراء قاحلة ، يبقى المهندس راحت عليه نومة!
* وعندمــا تكون عندنــا أغنية تقـول "أرضك بتنده تعالى ، ما حد غيرك يفيدك، ياصاحبى ليه عشت عالة ، ع الخلق وتمـد إيدك ؟" ، ثم نستورد القمح وغيره من المحاصيل الزراعيــة الأساسية ، يبقى الذى ندهت عليه الأرض مابيسمعش!
* فلـدى مصــر من الأغـانى مـا يكفى ليـربط أبنــاء مصـر بالأرض ، وأن "أرضنـــا العطشانــة ، نرويهــا بدمانــا"، ولكن عندما لم تجــد الفــلاح يروى الأرض بدمــه ، فليس معنى ذلك أنه كلام أغانى !!
* فكــلام الأغـانى هذا أنتجته الدولة وصرفت عليه ، ليكون محفزا للفلاح ليزرع ويحصـد، ولم تنتجــه للتسليـة والرقص فى المحافل، فهذه النوعية من الأغــانى لا تقــل فى أهميتهـا عن أهميــة أغانى " بسم الله ، ألله أكبر بسم الله " و " خلّى الســلاح صـاحى " ، فهــذه الأغـانى قامت بدورهــا بجـانب المدفـع والبندقيـة والدبابــة ، وكانت ترافق الجندى على خط النار ولخصوصيتها الشديــدة وقدسيتهــا ، لـم ترقص عليها راقصة فى ديسكو أو حتى فى حفل طهور أو عُرس !!
* فعندمــا أنتجت الدولــة هــذه الأغــانى ، أنتجتهــا لإيمانهـا الشديد بدور الأغنيــة ، والحق يقــال أنها أتت ثمارهـــا فى وقت من الأوقـات ، ربطت الفــلاح بالأرض ، وجعلت الفلاحــة " قامت تعجــن فى البدريــة ، والديك بيدّن كـوكـو كـوكــو " ، وعندمــا تخلت الدولـة عن انتاج الأغنية الهادفة التى من شأنهـا أن تبنى وتعمّر، ظهـرت أغانى من عينــة " ستـو أنـــا " و " الغزالـة رايقـة " !!
* مما لا شك فيـه أن التلميـذ عندمــا يسمع أغنيـــة " الناجح يرفع إيده " ينكب على دروســه ، ويسهر الليــل ليكون من رافعي يــده ، كذلك الفلاح والصانع والجنــدى ، يريـد أن يكون من النـاجحين ، لكنه يحتاج إلى دافع يدفعه ليعمـل ، وهــذه مهمة الدولة والإعــلام ، فهل تعـــود الدولـة لإنتاج الأغانى الهادفة الموجهة ، لتقول للمواطن " خدوا فالكم من أغانيكم " ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعي
